آرسنال يُسقط مرسيليا في الوقت القاتل

قاد لاعب الوسط الويلزي آرون رامسي فريقه آرسنال لتحقيق فوز متأخر على مضيفه مرسيليا بهدف دون رد في إطار المرحلة الثالثة من مواجهات المجموعة السادسة ضمن دور المجموعات من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

هدف الفوز القاتل سجله رامسي في الدقيقة 92 من زمن المباراة التي أقيمت على استاد فيلودروم بحضور ما يقرب من 24.500 متفرجاً.

وضمن المجموعة ذاتها عمّق أوليمبياكوس اليوناني من جراح ضيفه بروسيا دورتموند حامل لقب الدوري الألماني بالفوز عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في المباراة التي أقيمت على استاد كارايساكي أمام 31,472 متفرجاً.

افتتح الفريق اليوناني التسجيل عن طريق هوليباس في الدقيقة الثامنة قبل أن يدرك البولندي روبرت ليفاندوفسكي التعادل لدورتموند في الدقيقة 26، وقبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق تمكن المهاجم الجزائري رفيق جبور من وضع أوليمبياكوس في المقدمة مجدداً بعد إحرازه الهدف الثاني ثم أجهز موديستو تماماً على أحلام الضيوف بإدراك التعادل، بتسجيله لثالث أهداف أصحاب الأرض في الدقيقة 78.

وصعد آرسنال بذلك إلى صدارة المجموعة السادسة برصيد سبع نقاط بينما توقف رصيد مرسيليا عند ست نقاط وتراجع إلى المركز الثاني فيما ارتقى أوليمبياكوس إلى المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط وقبع دورتموند في المركز الرابع والأخير وفي جعبته نقطة واحدة فقط.وبالذهاب لموقعة استاد فيلودروم، نجد أن بداية المواجهة جاءت هادئة من الفريقين خاصة من جانب الآرسنال الذي عمد لاعبوه إلى تجنب اهتزاز شباكهم بهدف مبكر يصعّب من مهمتهم، خاصة أن الفريق الفرنسي دخل اللقاء وهو في أفضل أوضاعه على الصعيد الأوروبي فهو متصدر ترتيب فرق المجموعة السادسة برصيد ست نقاط، بينما يعاني آرسنال بشدة من اهتزاز مستواه على الصعيدين المحلي والأوروبي، فهو يحتل المركز العاشر في الدوري المحلي برصيد عشر نقاط، بينما جمع أربع نقاط في الجولتين الماضيتين في دور المجموعات من مسابقة دوري الأبطال من تعادل خارج ملعبه مع دورتموند الألماني وفوز بشق الأنفس على ضيفه أوليمبياكوس اليوناني بهدفين مقابل هدف واحد.

مع حلول الدقيقة العاشرة كان الظهور الأول لمهاجمي المدفعجية عندما استلم والكوت الكرة على حدود منطقة جزاء مرسيليا وتوغل بمهارة ثم أرسل عرضية رائعة على رأس الإسباني أرتيتا الذي سددها مباشرة ذهبت إلى خارج الملعب.

كانت هذه الهجمة إيذاناً بسيطرة كاملة من جانب الآرسنال، الذي اعتمد على الجناحين بشكل أساسي في الاختراق حيث نشط والكوت من الجانب الأيمن بينما تعددت غزوات آرشافين من الجانب الأيسر بمساعدة كبيرة من أرتيتا، فيما ارتبك تماماً مرسيليا واتسمت هجماته بعدم التركيز وافتقد لاعبوه لمهارة التمرير السليم، ما أدى إلى اختفاء أبرز أسلحته الهجومية لويك ريمي وآندريه آيو بجانب صانع ألعابه ماتيو فالبوينا.

رويداً رويداً استعاد لاعبو مرسيليا تركيزهم وفي الدقيقة 30 وصلت الكرة على حدود منطقة جزاء الفريق الإنكليزي من ناحية اليمين إلى المهاجم الشاب ريمي فمر بمهارة فائقة من المدافع الألماني ميرتساكر ثم من لوران كوتشيلني وسدد بعد ذلك الكرة صوب المرمى إلا أنها ذهبت إلى خارج الملعب وسط حسرة جماهير الفريق الفرنسي.

ومع نهاية الشوط الأول انفتح اللعب تماماً على مصراعيه تجاه كلا المرميين فتعددت غزوات الأرسنال من الجانبين وحصل لاعبوه على أكثر من ركلة ركنية لم تستغل بينما استمرت محاولات مرسيليا في الاختراق من العمق وشكل ريمي خطورة بالغة على مرمى البولندي وجييش تشيزني حارس المدفعجية إلا أنه لم يلق الدعم اللازم من زملائه، وتوالت المحاولات من الفريقين دون كلل أو ملل لإحراز هدف التقدم حتى أطلق حكم اللقاء السلوفيني داميير سكومينا صافرته معلناً نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي بين الفريقين.تماماً كسابقه بدأ الشوط الثاني هادئاً ودون أي خطورة تذكر على المرميين حتى جاءت الدقيقة 58 عندما انطلق فالبوينا من ناحية اليمين ثم أرسل كرة عرضية خطرة أخفق مدافعو الآرسنال في إبعادها عن منطقة جزائهم فسقطت أمام الأرجنتيني لوتشو غونزاليز الذي تباطأ في تسديدها صوب المرمى فتدخل لاعب وسط الآرسنال الكاميروني ألكسندر سونغ سريعاً وأبعدها منقذاً مرماه من أقرب فرص مرسيليا للتسجيل في لقاء ندرت في الفرص والمحاولات الحقيقية لهز الشباك.

في الدقيقة 63 كان الجميع على موعد مع أخطر فرص الآرسنال للتسجيل عندما وصلت الكرة إلى لاعب الوسط التشيكي توماس روزيسكي على مقربة من منطقة جزاء مرسيليا فأهدى تمريرة بينية ماكرة إلى والكوت الذي انسل بدوره بسرعة خاطفة وتخطى المدافع الكاميروني نيكولاس نكولو ثم سدد الكرة أرضية زاحفة في المرمى إلا أن الحارس الدولي ستيف مانداندا ارتدى قفاز الإجادة وخرج للكرة في توقيت مناسب منقذا مرماه من تلقي هدف في وقت يصعب فيه التعويض على أي فريق.

وقام مدربا الفريقين بإجراء عدة تغييرات أملاً في تحسين الأداء الهجومي فأخرج ديشان مدرب مرسيليا ريمي وغونزاليس ودفع بجينياك ومورغان أمالفيتانو بينما سحب مدرب آرسنال فينغر كل من والكوت وآرشافين وكارل ينكيىسون ودفع بكل من جيرفينيو ورامسي وجورو ولكن لم تثمر هذه التغييرات عن أي جديد فالكرة محصورة معظم الوقت في وسط الملعب وأغلب محاولات الفريقين الهجومية تفتقر بشكل كبير إلى الفاعلية والخطورة على المرمى.

وفجأة ودون سابق إنذار ومع حلول الدقائق الأخيرة في اللقاء، انقلب اللعب تماماً وسيطر الآرسنال بقوة أملاً في إحراز هدف قاتل يحسم به نقاط المباراة الثلاث لصالحه، وبدأت المحاولات الإيجابية من جانب المدفعجية في الدقيقة 90 عندما تقدم جيرفينيو بثبات من الجانب الأيمن ثم أهدى كرة رائعة لفان بيرسي فسددها الأخير مباشرة من أول لمسة باتجاه المرمى إلا أن حارس مرسيليا أبعد الكرة لركلة ركنية، ولم يهدأ الأرسنال بعد ذلك وبدا أنه ادخر كل مجهوده للوقت الضائع ففي الدقيقة 92 واصل جيرفينيو انطلاقاته المؤثرة من الجانب الأيمن وأرسل عرضية أرضية زاحفة مرت من جميع مدافعي مرسيليا ووصلت إلى المتقدم من الخلف آرون رامسي الذي استقبل التمريرة جيداً ثم تقدم بثبات وهو منفرد تماماً بالمرمى وسدد الكرة فسكنت الشباك معلنة فوز الفريق الإنكليزي بهدف قاتل صعد به إلى صدارة المجموعة برصيد سبع نقاط.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]